دائماً ما يتردد هذا السؤال بين الحين والآخر من المتابعين للدوريات الأوروبية و تحديداً المهتمين بكرة القدم الإنجليزية فقمنا بسؤال المتخصص فيصل ابوحيمد ” لماذا لا ينضم سيلتك ورينجرز للدوري الانجليزي كما هو الحال مع بعض الأندية الويلزية ؟ ” ومن خلال هذه المقالة وضع لكم الأسباب كاملة وحيثيات هذا الموضوع بشكل مفصل.
أسباب تواجد بعض الأندية الويلزية في البطولات الانجليزية :
1- عدم وجود دوري كرة قدم محترف في ويلز لفترات طويلة منذ تأسيس الإتحاد الويلزي عام 1876م، وحتى بعد الانضمام للفيفا عام 1910 م، فكانت تلعب فقط بطولات للكأس، مما أجبر بعض الاندية الويلزية على الانضمام للبطولات الانجليزية والتدرج فيها خلال عشرينيات القرن الماضي، وفي مقدمة تلك الأندية سوانزي وكارديف وريكسهام.
2- عند تأسيس الرابطة الويلزية لكرة القدم وتأسيس دوري كرة قدم احترافي و معترف به رسمياً عام ١٩٩٢ تم دعوة الاندية الويلزية المتواجدة في انجلترا للانضمام للدوري الويلزي، ولكن تم رفض هذه الدعوة وفضلوا الاستمرار في البطولات الانجليزية .
3- المتتبع لتاريخ ويلز يعي جيداً انها جزء رئيسي وحيوي من التاج البريطاني، والشقيقة الصغرى لانجلترا واكثر بلد في بريطانيا العظمى مؤيد للوحدة وضد الانفصال والاستقلال، لذلك التداعيات السياسية والتاريخية لانضمام اي نادي ويلزي لانجلترا اقل بكثير من اسكتلندا مثلاً.
اسباب عدم انضمام قطبي جلاسكو سيلتك ورينجرز للدوري الانجليزي :

1- كانت هناك العديد من الاجتهادات والمساعي لتوجيه بوصلة عملاقي جلاسكو لانجلترا ، لعل ابرزها مقترح رئيس نادي بولتون فيل جارتسايد عام 2009 والذي قدمه قدمه كجزء من خطة لتغيير تنظيم الدوري الإنجليزي الممتاز وتقسيمه إلى مستويين يضم كل منهما 18 فريقا مع ضم سيلتك ورينجرز ، ولكن 14 نادي من أصل 20 صوتوا ضد هذا المقترح ، اضافة إلى رفض رئيس الرابطة الاسكتلندية بحجة ان الدوري الاسكتلندي سوف يتجه نحو المجهول وستنعدم قيمته التسويقية في حال خروح سيلتك ورينجرز.
بعد ذلك فُتح هذا الملف مجدداً في 2016 بعد قرار اعادة هيكلة البطولات الانجليزية ما دون الدرجة الثالثة (الليغ 2) ، فعادت للسطح احتمالية انضمام سيلتك ورينجرز من خلال مقترحات من بعض اعضاء الاتحاد الانجليزي بشرط البدء من دوري الدرجة الرابعة ! ، وهذا المقترح تم رفضه من بعض المتنفذين في الاتحاد الانجليزي وايضا رفض بشده من قطبي جلاسكو بحجة انه سيضرهم من الناحية المادية وايضاً فيه اهانة لتاريخهما كناديين لهما قيمة كبيرة على مستوى بريطانيا.
2- هناك اسباب سياسية نظراً للصراع الجيوسياسي بين اسكتلندا وانجلترا من جانب .. و تاريخ النضال الاسكتلندي في محاولة استعادة الاستقلال والانفصال عن بربطانيا من جانب آخر ، وهذا ما انعكس ايضاً على كرة القدم ، وشاهدنا ذلك في العديد من المباريات التي جمعت اندية انجليزية بأندية اسكتلندية وما تخللها من مشاحنات جماهيرية داخل وخارج الملعب، لذلك قد يخلق تواجد سيلتك ورينجرز بين الانجليز حالة من القلق والاستنفار الأمني وعدم الاستقرار خاصة من جانب جماهير سيلتك “اليسارية” و المعادية للوحدة البريطانية.
“وجود ناديي (غريتنا) و (كوينز بارك fc) الاسكتلنديين في البطولات الانجليزية في فترات سابقة ثم عودتهما لاسكتلندا يعزز نسبياً من صحة هذه الفرضية”
3- العداوة الكبيرة بين سيلتك ورينجرز وجذورها التاريخية على المستوى السياسي والديني والعرقي والاجتماعي .. هذه العداوة خلفت وستخلف وراءها المزيد من التبعات والمشاكل خاصة بين المشجعين.
4- في حال وصول سيلتيك ورينجرز للدوري الانجليزي الممتاز سيغيران جلدهما بالكامل، الايرادات سترتفع وقد يحظيان بملاك جدد ، فعطفاً على شعبيتهما العريضة على مستوى بريطانيا وارثهما الكروي وتاريخهما العريق، سيكون لهما شأن خاص وحضور قوي قد يشكل تهديداً حقيقياً من ناحية المنافسة او البقاء فترة اطول في الدوري خصوصاً لأندية الوسط على المدى القريب وربما على بعض الأندية الكبيرة على المدى البعيد ، وهذا ما يفسر تصويت اغلب الأندية الانجليزية ضد تواجدهما اكثر من مرة ، مثل نيوكاسل ووست هام وغيرهم.
تبنى هذا الرأي العديد من الشخصيات الرياضية في بريطانيا في مقدمتهم غراهام سونيس والذي صرح اكثر من مرة بأن سيلتك ورينجرز لو تواجدا في الدوري الانجليزي منذ الستينات السبعينات لكانا الآن من اندية المقدمة في انجلترا ، ويرى سونيس ان نمو وتطور قطبي جلاسكو سيكون اكثر سرعة في حال انضمامهم للبريميرليغ.
• آخر مستجدات هذا الموضوع ماتم نشره في العديد من الصحف البريطانية خلال الثلاث سنوات الماضية بأن هذا الملف اغلق تماماً ، ولن يتم فتحه مجدداً من قبل مسؤولي الاتحاد الانجليزي الا في حال كان هناك آليات وتنظيمات جديدة، وقد يطوى هذا الملف للأبد في حال استقلت اسكتلندا عن بريطانيا مستقبلاً.
تعليق واحد
تعقيبات: السوبر ليغ البريطاني بين البريمير ليغ و سيلتيك و رينجرز - الكرة الإنجليزية مع نواف العقيّل