اعلن نادي تشيلسي الإنجليزي عن النتائج المالية لموسم 2019/20، قمنا بطرح هذه النتائج على الخبير المالي سلطان الرشيد المهتم بالجانب المالي للرياضة و حاصل على ماجستير إدارة أعمال في كرة القدم وقام بشرح التفاصيل بالكامل.
موسم 2019/20 لم يكن موسم عادي بالنسبة لـ تشيلسي، بداية بالتوقعات المتشائمة، و نهاية بالتأهل لدوري الأبطال مع لاعبين يلعبون في الـ Premier League لأول مرة في مسيرتهم. التحدي كان صعب بسبب عدة نقاط، و المنافسة على المراكز الأربعة الأولى لم تكن سهله.
صيف موسم الموسم الماضي كان كالكابوس لـ جماهير تشيلسي، مغادرة ايدين هازارد، مع المنع من التعاقدات تسببت في هبوط التوقعات بشكل حاد، قصة المنافسة على الدوري ستتأجل، و التأهل للأبطال سيواجهه تحديات عديدة، تولى فرانك لامبارد مهمة تدريب تشيلسي في فترة جداً صعبة، تجربة جديدة بالنسبة له شخصياً، ممنوع من التعاقدات، رحيل هازارد، و غيرها.
ولكن شخصيًا أعتقد كل هذه الأمور جعلت لامبارد و اللاعبين يعملون بدون اي ضغوطات ولا توقعات كبيرة.
حصل النادي على المركز الثالث، مع وصولة الى نهائي الـ FA Cup، الدور الرابع في كأس الرابطة، ودور الـ 16 في دوري الأبطال بعد ان ودع البطولة أمام البطل “بايرن ميونخ” موسم ناجح مقارنة بالعوامل بداية الموسم وفعلاً لامبارد ولاعبيه تفوقوا على التوقعات.
النادي توقع بان موسم 2020 سيكون الأكبر في تاريخ النادي من ناحية الايرادات، جائحة كورونا، التي بدأت في اخر ربع من الموسم كانت كفيلة بالحاق الضرر بايرادات النادي، لكن مع تعافي الاقتصاد، سنشهد عودة لإيرادات النادي ولكن السؤال يبقى متى؟

ايرادات بيع التذاكر تأثرت بشكل كبير، انخفاض %19 مقارنة بموسم 2018/19 كانت بسبب لعب 4 مباريات من دون جماهير، و هذا ثاني نزول في ايرادات بيع التذاكر خلال اخر ثلاث سنوات.

هذا يوضح موقف النادي، و رغبتهم بتوسعة الـ ستامفورد بريدج، المشروع الذي قد يكلف 1£ مليار، سيشكل نقلة كبيرة في تاريخ النادي، و سيرفع إيرادات بيع التذاكر التي لطالما شكلت تحدي كبير بالنسبة للنادي، نظراً لحجم الملعب مقارنة مع منافسيه.
في عام 2016، تشيلسي كان اكبر ثالث ايرادات من حيث بيع التذاكر، ولكن مع توسعة ملعب ليفربول وتوتنهام، تشيلسي الان يتواجد كـ بعد الاخير متقدماً على السيتي.
هذا يشكل تهديد للنادي، فـ التوسع مطلب، و من الناحية المالية والتجارية، الملعب الجديد سيكون قفزه عظيمة.

هبوط في الإيرادات التجارية بنسبة %5 مقارنة بموسم 2018/19 الذي سجل أكبر دخل تجاري في تاريخ النادي. بعد ارتفاع %54 من 2016 حتى 2019، الجائحة كانت كفيلة بإيقاف هذا النمو.

تشيلسي يعتبر علامة تجارية ضخمة حول العالم، فـ هذا يزيد من اقبال السياح لـ ملعب نادي تشيلسي في لندن. مع توقف السفر، و توقف الحركة، و اغلاق المحلات، متجر النادي تأثر، عدم وجود رحلات زيارة للملعب، ولا ننسى عدم قدرة النادي على خوض معسكر في الصيف الذي يشكر دخل اضافي للنادي.
من الناحية التجارية، تشيلسي تعاقد مع 3 لتكون بديلة لـ يوكوهاما، عقد 3 مع تشيلسي هو بنفس قيمة يوكوهاما “40£” مليون، ولكن سيمتد حتى عام 2023، لكن يبقى عقد تشيلسي مع Nike هو الأضخم في النادي بمبلغ 15£ ويمتد حتى عام 2033.
ايرادات النقل التلفزيوني التي تشكل نسبة كبيرة من اجمالي ايرادات الأندية في الـ Premier League تعرضت لـ ضربة موجعة، انخفاض بنسبة %9 مقارنة بسنة 2019 بسبب لعب مباريات أقل، و دفع تعويضات لـ Sky و BT.
يجب ان لا ننسى ان السنة المالية تغلق في يونيو 30، والدوري استمر الى ما بعد ذلك.

المشاركة في دوري الأبطال مغرية جداً من الناحية المالية، فـ محاولة التأهل دائماً يكون مرغوب بها بسبب الدعم المالي التي تقدمة، المشاركة في الأبطال ترفع من الإيرادات، فـ بالتالي النادي يكون قادر على التوقيع مع لاعبين بجودة أفضل.
الفوارق بين المشاركة في الأبطال و في الدوري الأوروبي كبيرة جداً، فـ النادي حقق 40£ مليون عند تحقيقة الدوري الأوروبي، و حقق 70£ مليون من مغادرته دوري الأبطال في دور الـ 16، هذا يوضح رغبة الأندية الصغيرة بالمشاركة بالأبطال، ليس لهدف تاريخي فقط، بل لحافز مالي ضخم.
رواتب اللاعبين لم تتغير بشكر ملحوظ، ولا تزال عالية مقارنة بالإيرادات، عدم قدرة النادي على التوقيع مع لاعبين كانت مؤثرة من جانب تكلفة الرواتب.

أيضاً رفض اللاعبين لـ تقليل أجورهم تسبب باستمرار التكاليف، ولا ننسى أيضاً ان النادي لم يتخذ خطوة الـ Furlough Scheme وهو تحميل الحكومة %80 من رواتب اللاعبين بسبب الجائحة.
النادي كان قادر على تحمل تكلفة الأجور في ظل انخفاض الإيرادات، ولكن نسبة الـ %70 تعتبر مرتفعة، هذه النسبة تعتبر تحذير من الـ UEFA للأندية، بسبب المخاطر التي قد تؤدي بعدم قدرة الـ أندية بسداد التزاماتها في حالة انخفاض الإيرادات، فـ النسبة الموصى بها هي اقل من %70.

لطالما اعتمد النادي على ارباح بيع اللاعبين، تشيلسي يعتبر سياسة بيع اللاعبين جزء أساسي من الـ Business Model، وهذا يعكس جودة النادي ببيع اللاعبين بأسعار ضخمة، كما حقق النادي 143£ مليون من أرباح بيع هازارد، موراتا و غيرهم.

حقق النادي أرباح ما قبل احتساب الضرائب قدرها 34£ مليون، ولو استثنينا ارباح بيع اللاعبين، لسجل النادي خسائر للسنة الثانية على التوالي، ولكن بسبب سياسة النادي، النادي قادر على تحمل انخفاض الايرادات الاساسية و الخروج بربح، وهذه الأرباح ستكون في صف النادي عند حسبة الـ FFP.

من ناحية الـ FFP، فـ النادي موقفة قوي جداً، يجب ان ندرك بان صفقات زياش، هافيرتز، ميندي، تشيلويل، كانو بعد اغلاق السنة المالية، لذا سنرى هذه التكاليف في تقارير موسم 2020/21، علماً بأن نظام اللعب المالي النظيف يحسب بأخذ متوسط موسمي 2020 و 2021 لتحسب كسنة مالية واحده.
انخفاض في اجمالي الديون حتى وصل الى 47£ مليون، هذا الرقم لا يعتبر كبير بحكم سياسة النادي المالية مع المالك ابراموفيتش، صحيح كثر التداول عن ديون وصلت الى 1.3£ مليار، ولكن هذه الديون على شركة Fordstam التي تملك نادي تشيلسي، وليست على تشيلسي بشكل مباشر، طبعاً رومان يملك Fordstam.

البعض قد يختلف مع رومان أبراموفيتش بسبب سياسته في اقالة المدربين، والبعض قد يؤيد دعمة المستمر للنادي، ولكن ما لا يختلف عليه اثنان هو رغبة هذا الرجل بالفوز دائمًا مهما كلف الأمر، وهذا يشرح سبب قدرة تشيلسي على الفوز بالبطولات خلال اخر عقدين.
تشيلسي يمر بمرحلة انتقالية وهذا سبب مصاعب اخر سنتين، ولكن ما يحسد عليه هذا النادي هو جودة لاعبي الأكاديمية الذين يعرفون ما يعني لهم هذا النادي، تغير المدربين المستمر يجعل المستقبل مشوش بعض الشيء، ولكن لا يمكن استبعاد تشيلسي من المنافسة مستقبلاً.