يستعد مانشستر سيتي لخوض مواجهة قوية ضد مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ويقام لقاء الذهاب على ملعب “حديقة الأمراء” في باريس اليوم الأربعاء، فيما يستضيف ملعب “الاتحاد” ملعب مانشستر سيتي مباراة الإياب يوم 4 مايو المقبل.
ولكن كيف سينجح مانشستر سيتي في إيقاف مبابي و نيمار اليوم كأهم الأسلحة في اوروبا، وهل الإحتفاظ بالكرة حل ؟ وكيف سيقف مانشستر سيتي في خط الدفاع؟ تحليل من موقع ذا اتليتيك بكتابة مايكل كوكس و سام لي ( تم إضافة بعض الإضافات من قبلي ).
قال غوارديولا في لقاء خاص لقناة سكاي سبورتس بعد فوزه باللقب في موسم 2017/18 : أحب أن تكون التمريرات أقصر، لأنك تفقد عدداً أقل من التمريرات، وعندما تفقد الكرة بتمريره بثلاثة أمتار، يكون الانتقال للضغط المضاد، دائماً أقصر ويكون من الأسهل استعادة الكرة.
وأكمل غوارديولا : عندما تلعب الكرة بالمسافة الطويلة وتفقد الكرة وتكون الفجوة كبيرة جداً، لا يمكنك التحكم فيها، ولهذا السبب من المهم تنسيق الحركات بين اللاعبين، لأن الكرة تتحرك بإستمرار، عندما تفقد الكرة، يجب أن تكون في الموضع الصحيح لتجنب الهجوم المضاد، كل هجمة مرتدة هي هدف لهم.
بعد فوز مانشستر سيتي على دورتموند في ربع النهائي، أوضح غوارديولا : اللاعبون لديهم القدرة على عدم خسارة الكرة، فريق مثل بوروسيا دورتموند كان ينتظر الهجمة المرتدة، إذا فقدت الكرة في المواقف السهلة، فهذه مشكلة دائماً.
وأكمل : تحدثنا عدة مرات، وعلينا أن نحاول استعادة الكرة بأسرع ما يمكن وأعلى مستوى ممكن، إنها ليست بلاعبي خط وسط أو القوة البدنية الضخمة بشكل لا يصدق، ما يجعل الفريق يتمتع بتوازن جيد، أن يكون متقارب، و هو ما نفعله بالكرة.
يساعد تمركز مانشستر سيتي الدفاعي أثناء الهجوم على قطع تمريرات الخروج المحتملة أو فتح المساحات التي يمكن للخصم اقتحامها إذا فقد مانشستر سيتي الكرة أيضاً، حقيقة أنهم يركزون بشدة على ارسال الكرة في اماكن واسعة ( باستخدام الجناح او الظهير او لاعب خط وسط دفاعي او لاعب خط وسط مهاجم ، على سبيل المثال الصورة بالأسفل )، تعني أنه إذا فقدوا الاستحواذ ، فيمكن للخصم فقط الصعود في الخط حيث تقل المساحة، وسيكون لدى مانشستر سيتي هؤلاء اللاعبين الأربعة في وضع يسمح لهم بالضغط المضاد على أي حال.

يهدف مانشستر سيتي إلى الحصول على مدافع إضافي واحد يغطي مهاجم الخصم، وسيضع لاعبي خط الوسط والظهير المتميزين أنفسهم ليكونوا قريبين من لاعبي خط الوسط المهاجمين الذين من المرجح أن يقوموا بهجمات مرتدة.
هذا الموسم احتفظ مانشستر سيتي عموماً بثلاثة مدافعين ممتدين عبر الخط الخلفي، مع دعم رودري في خط الوسط، وقد منحهم هذا الكثير من الخيارات ( حتى عندما يضغط الظهير ) و تغطية رائعة لـ الملعب.

لكن يمكن أن يتغير الأمر اعتماداً على الخصم، وضد دورتموند لقد قاموا بعمل رائع في حبس إرلينج هالاند من خلال عزله بين أربعة أو حتى خمسة لاعبين في بنية دفاعية 2-2 أو 2-3، مما أبقى الظهيرين عريضين.

يمكن القول إن أكبر قرار اتخذه غوارديولا بشأن مباراة باريس سان جيرمان سيكون ما إذا كان سيستخدم طريقة 2-3 أو 3-2 في مراكز عميقة عندما يكون مانشستر سيتي يمتلك الاستحواذ، بالطبع سيعتمد الكثير من هذا على تموضع مبابي ونيمار، وقد يطلب منهم بوكيتينو التراجع واحتلال مواقع أعمق في البداية عندما يدافع باريس سان جيرمان، لمنع فريقه من التغلب على خط الوسط، لكن مواجهة بايرن ميونخ تشير إلى أنهم سيلعبون بقدر أقل من الانضباط الدفاعي مع استمرار المباراة.
إذا عاد كلا اللاعبين إلى مواقع خط الوسط الخشنة ( مثل الصورة بالأسفل ) فيبدو من المحتمل أن يستخدم جوارديولا بنية 2-3 لتكدس المساحة المحيطة بهما ومنعهما من استلام الكرة عند الاستدارة دون معارضة.

بالنسبة للهدف الثاني لمبابي في مباراة الذهاب ضد بايرن ميونخ، في هذه الأثناء بدأ نيمار في مركز أعمق من مبابي الذي ظل عالياً في الملعب، في هذه الحالة قد يفضل جوارديولا أسلوب 3-2 للتغطية بشكل أفضل والحماية من وتيرة مبابي الشديدة.

من الجدير الذكر أيضاً التفكير في أن وضعية جسد المدافعين عن مانشستر سيتي يمكن أن تساعد في المواقف الصعبة، قام جوش بيدناش مدرب الشباب في كريستال بالاس والمحلل التكتيكي لصوت المدربين، بالتغريد مؤخراً على مثال انقاذ إيمريك لابورت لهجوم من ليستر سيتي.
بقي الفرنسي بعيداً وأوقف تمريرة خارجه، لكنه أيضاً سقط بعمق ووضع جسده في مواجهة الداخل حتى يتمكن من التحكم في الكرة في المنتصف، ثم استخدم سرعته، وكذلك تلك العناصر الأكثر دقة للعبور والفوز بالكرة، لقد كان في وضع جيد لدرجة أنه انقذ الكرة بالفعل.



قد ينظر إلى هذا على أنه تفاصيل صغيره، ولكن هذا ما يدور حوله غوارديولا، بالإضافة إلى ذلك لا يوجد خصم آخر في كرة القدم العالمية يتمتع بسرعة وذكاء الحركة مثل مبابي، وقد يكون تمركز مدافعي مانشستر سيتي في المبارة أمراً حاسماً إذا كان لديهم فرصة لإيقاف تسديداته في الخلف.
من جانبه يعتبر مبابي خطيراً بشكل خاص داخل الصندوق بالجهه اليسرى، و قد يبدو هذا واضحاً، فنحن نشاهد في مبابي على أنه شخص آخر من طراز تييري هنري، مصمم على الهجوم في تلك المساحة ثم ثني الكرة في الزاوية البعيدة، لكن في الواقع، تفاوتت مسارات مبابي أكثر خلال مواسمه الثلاثة الأولى في باريس.
يوضح هذا الرسم البياني التالي مواقف أهدافه ( باستثناء ضربات الجزاء ) في مواسمه الأربع في الدوري الفرنسي حتى الآن.
مواقع أهداف مبابي في الدوري الفرنسي اخر 4 مواسم:
الموسم | اليسار | الوسط | اليمين |
2017/18 | 31% | 38% | 31% |
2018/19 | 34% | 50% | 16% |
2019/20 | 28% | 50% | 22% |
2020/21 | 58% | 35% | 6% |
من الواضح أن مبابي يركز على المساحة اليسرى أكثر من أي وقت مضى، قد يناسب ذلك سيتي في الواقع حيث يتمتع الظهير الأيمن كايل والكر بسرعة اكثر من أي مدافع آخر في مانشستر سيتي، و تم توظيفه بنجاح كقلب دفاع في الجانب الأيمن عندما تغلب مانشستر سيتي على ارسنال في وقت سابق من هذا الموسم، وبالتحديد للتعامل مع سرعات أوباميانغ في تلك الجهه، يمتلك مبابي قدرات أكثر خداعاً وقدرة شاملة أكثر من أوباميانغ، لكن جوارديولا قد يفكر في نفس الخطوة هنا.
في غضون ذلك، يقدم نيمار تهديداً هائلاً من حيث الأهداف والتمريرات الحاسمة، ولكنه أيضاً فعال بشكل كبير في الفوز بالركلات الحرة، يوضح الجدول أدناه إلى أي مدى هو الأفضل في أوروبا في هذا الصدد، مع ركلاته الحرة البالغ عددها 35 ركلة حرة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم متقدماً على أي لاعب آخر، يجدر النظر في أن مبابي في المراكز العشرة الأولى أيضاً.
اكثر اللاعبين حصولاً على ركلات حرة هذا الموسم في دوري الأبطال:
اللاعب | النادي | عدد الفوز بركلات حرة ( الفوز بالأخطاء ) |
نيمار | باريس سان جيرمان | 35 مره |
جود بيلينجهام | بورتو | 24 مره |
أوتافيو | بورتو | 24 مره |
كورونا | بورتو | 23 مره |
موسى ماريجا | بورتو | 21 مره |
لويس دياز | بورتو | 19 مره |
يوسف بولسن | لايبزيغ | 19 مره |
جواو فيليكس | اتليتيكو مدريد | 18 مره |
مبابي | باريس سان جيرمان | 18 مره |
فاسكيز | ريال مدريد | مره |
هذا مثير للاهتمام بشكل خاص بالنظر إلى الجدل الدائر حول خطأ تكتيكي لمانشستر سيتي في نهائي كأس كاراباو ضد توتنهام، حيث ارتكب لابورت خطأ تكتيكياً ثانياً بعد أن أفلت من العقوبة في المرة الأولى، كما ارتكب فرناندينيو أحد أخطاءه المعتادة.
نيمار ليس ماهراً فقط في الفوز بالأخطاء، إنه أيضاً لا يخجل من توجيهها إلى الحكم، في فوز باريس سان جيرمان بنتيجة 3-1 على مانشستر يونايتد في مرحلة المجموعات، كان يلفت الانتباه إلى تدخلات مواطنه فريد قبل وقت طويل من تلقي البطاقة الحمراء.
ختاماً غالباً ما يتهم غوارديولا ” بالإفراط في التفكير ” في المباريات الكبيرة في دوري أبطال أوروبا والتركيز كثيراً على الخصم من خلال اتخاذ قراراته التكتيكية، ولكن إذا كان هناك أي لاعبين في أوروبا يستحقان التفكير في مستوى العمق الذي يتمتع به غوارديولا، فمن المحتمل أن يكون مبابي ونيمار، لا يستطيع باريس سان جيرمان التغلب على مانشستر سيتي من حيث التماسك كمجموعة ومن غير المرجح أن يتفوق عليهم، لكن يجب إيقاف اثنين في المقدمة للفوز في المعركة.