مع بقاء أقل من عامٍ على إنطلاق مونديال قطر 2022 تزداد الأسئلة حول كيفية تعامل قطر مع القضايا الإنسانية و تحديدًا فيما يتعلق بقوانين الدولة لمُكافحة الشواذ
ناصر الخاطر [ الرئيس التنفيذي لمونديال قطر ] يُصِر على أن قطر عوملت بشكلٍ غير عادل و ظالم مُنذ الإعلان عن أن قطر هي الدولة المُستضيفة للبطولة قبل 11 عام
ناصر الخاطر تحدث لـ CNN و قال:” نعلم بأن كأس العالم بطولة تجلب معها الكثير من التدقيقات و لقد رأينا ذلك في الماضي. و لكن إذا كان هُنالك شيئًا سيكون حافزًا للتغيير فنحن نؤيد ذلك جميعًا.”
من بين أحدث المُنتقدِين لما يحصل الآن هو لاعب كرة القدم الإسترالي جوش كوفالو الذي أعلن بأنه شاذ و هو اللاعب الوحيد في كرة القدم الرجالية من هذا النوع
كوفالو أعرّب عن قلقه من اللعب في قطر حيث أن دولة قطر تمنع الشذوذ و هو أمرٌ غير قانوني و يؤدي ذلك للسجن لمدة 3 أعوام

و ردًا على مخاوف كوفالو، أجاب ناصر الخاطر:” نحن نُرحب به هُنا في قطر و نُرحب به ليرى و يأتي قطر حتى قبل إنطلاق البطولة. لا أحد يشعر بالتهديد و بعدم الأمان هُنا في قطر.”
و أضاف الخاطر قائلاً:” فكرة عدم شعور الناس بالأمان هُنا غير صحيحة، لقد قلت ذلك سابقًا و أكرره الآن. الجميع مُرحب بهم هنا و سيشعرون بالأمان، قطر دولة مُتسامحة و مُستضيفة.”
في أكتوبر المُنصرم، مشجع ويلزي تحدث لـشبكة CNN و قال بأنه لن يشعر بالأمان في قطر بسبب ميوله الجنسية في حال تأهلت ويلز للبطولة، حيث قال:” إنه أمرٌ مُزعج للتفكير بأنني قد لا أكون متواجدًا في بطولة مثل هذه و في لحظةٍ تاريخية لمنتخب ويلز.”
في يونيو المُنصرم، رفض اليويفا إضاءة ملعب أليانز أرينا بألوان الشذوذ في أعقاب مباراة ألمانيا ضد المجر حيث أن القانون المجري يُناهض هذا الفكر تمامًا
و في كأس العالم 2018، حذرت وزارة الخارجية البريطانية قبل البطولة بأن الفئة التي تنتمي لهذا الميول الجنسي قد تواجه خطرًا كبيرًا عند سفرهم لـ روسيا لـ مونديال 2018

كرة القدم ليس المجتمع الرياضي الوحيد الذي أبدى مخاوفه من قوانين مُكافحة الشذوذ، في الفورمولا 1 التي كانت في قطر في 21 نوفمبر، أنتُقِد لويس هاميلتون لإرتدائه قبعة تحمل ألوان الفئة المقصودة بعبارة ‘نقف معًا’
الخاطر أقّر بأن قطر لديها نهج أكثر صرامة تجاه إظهار المودة في الأماكن العامة مقارنةً بالدول الأخرى، و في حديثٍ عبر CNN رفض الخاطر القول بأن الشذوذ غير قانوني و إكتفى بالقول بأن زواج هذه الفئة من بعضها غير قانوني في قطر
ناصر الخاطر أضاف:” في بلدانٍ أخرى هناك المزيد من التسامح و المودة مع هذه الفئة، قطر دولة مُختلفة و أكثر تواضعًا و نطلب من المشجعين إظهار الإحترام لذلك.”
قطر تعرضت لإنتقاداتٍ و ضغوط فيما يتعلق بمعاملتها مع العمال المهاجرين الذين شاركوا في بناء الملاعب و قيل عن قطر بأنها لاتُحقق بشكلٍ كاف ولا تُبلغ عن أعداد الوفيات لهؤلاء العمال
و في وقتٍ سابق من هذا العام قال بارون غيمير [ محامٍ لحقوق الإنسان مقيم في كاتماندو ] و الذي يرتكز عمله على النظر في أمور العمال المُهاجرين النيباليين بأن مشاكل النيباليين في الخليج العربي خطيرة
و في تقريرٍ صدر هذا الشهر من منظمة العمل الدولية بأن على الأقل 50 عامل من العمال في قطر قد توفوا في 2020

و في بيانٍ لوزير العمل القطري قال:” الأرقام المُشاعة عن عدد العمال المتوفين مُضللة بشكلٍ بعيد.”
صحيفة الغارديان البريطانية ذكرت في وقتٍ سابق من هذا العام بأن 6500 عامل من المهاجرين لـ قطر لقوا حتفهم مُنذ أن فازت قطر بحقوق إستضافة المونديال و مُعظمهم كانوا مُنخرطين في أعمال شاقة برواتب ضئيلة تحت الشمس الحارقة
التقرير الذي ينص على ذلك لم تتحقق منه شبكة CNN بشكلٍ مستقل و قال الخاطر عن ذلك:” أنفي بشكلٍ قاطع تصاريح الغارديان.”
و قال الخاطر:” هذا أمرٌ يجب توضيحه، المتوفين في ملاعب المونديال يبلغ عددهم 3 بينما 30 وفاة حدثت خارج نطاق العمل.”
في السنوات القليلة الماضية، تم تغيير نظام الكفالة مما سمح جزئيًا للعمال بتغيير وظائفهم قبل إنتهاء عقودهم بدون موافقة أصحاب العمل
قطر أدرجت أيضًا حد أدنى للأجور قدره 275 دولار شهريًا ينطبق على العمال المهاجرن و عاملات المنازل و هي سياسة تُعتبر الاولى من نوعها في المنطقة
و قال الخاطر:” التقدم الذي احرزته قطر في العشر سنوات الماضية لا يمكن مقارنته بأي مكانٍ في العالم في وقتٍ زمني قصير.”
عددٌ من المنتخبات الوطنية سلطت الضوء على قضايا حقوق الإنسان قبل إنطلاق البطولة و منهم الدنمارك ، المانيا و النرويج
الدنمارك هي احدث دولة تسلط الضوء على هذه المشاكل حيث أوضح الاتحاد الدنماركي بأنه سيُقلل الرحلات الجوية الى قطر لتقليل الترويج للمونديال هناك
إحتجاجات اللاعبين حول ذلك من المُرجح ان تستمر قبل انطلاق البطولة و اثناءها قال الخاطر عن ذلك:” هل نحن قلقون؟ أبدًا، لن اقول بأننا قلقون حول ذلك.”
و اضاف الخاطر:” لكن اعتقد ان هناك مسؤولية حول هؤلاء اللاعبون و إتحادات كرة القدم للتأكد من أن إتخاذ هذه المواقف يجب ان يكون دقيقًا و يعكس الواقع. بغض النظر عن ما يشعر به الناس هم يحتاجون للإعتراف بالتقدم المُحرز. عليهم إدراك مسؤولية قطر التي تحملها على عاتقها للتقدم و سن القوانين و حماية حقوق العمال و رفاهيتهم.”