مرت 7 أشهر على الإعداد، 162 صفحة واعدة قد فُرِزت لتغيير مشهد الكرة الإنجليزية.
هُنالك مُراجعة مُستقلة يقودها المشجعون لحوكمة كرة القدم التي طال إنتظارها و التي أشرفت عليها عضوة البرلمان تريسي كراوتش، المراجعة واسعة النطاق على مستوى التوصيات المُصممة لحماية إستدامة كرة القدم على المدى الطويل و يُلخّص إلى أن الإصلاح أمرٌ لا مفر منه
سيتم تعيين مُنظم مُستقل جديد لكرة القدم الإنجليزية [ IREF ] و تكليفه بمراقبة النظام المالي و الإشراف على إختبارٍ صارم للمُلاك و المُدراء.
التغيير قادم و لكن ماهو المقياس؟
الحكومة لطالما وعدت بمنظمٍ مُستقل فعلى ماذا سيلتزم هذا الدور ؟
هذا عنوانٌ كبير بلا شك، طُرُق كثيرة قادت الأندية الإنجليزية لهذه النقطة بما في ذلك الإنهيارات المالية الكبيرة لأندية بوري و ماكلسفيلد تاون و كارثة السوبر ليغ في أبريل. الحكومة البريطانية إقتنعت بأنه لم يعد من الممكن الوثوق بكرة القدم لتحكم نفسها، و تلخص التقرير على أن ‘ صحة كرة القدم الإنجليزية في خطرٍ على المدى الطويل.”
الحل أصبح ضرورًيا لمعالجة مثل هذه المشاكل و سيأتي مثل ماهو متوقع، هيئة تنظيمية مستقلة.
تريسي كراوتش نصّت على أن الوقت قد حان للإبتعاد عن الجانب التقليدي في كرة القدم و أن هناك حاجة لتنظيم أعمال متطورة و مصممة خصيصًا لصناعة كرة القدم، من الأفضل الآن تكليف جهة تنظيمية مستقلة مع التركيز بشدة على الإستقلالية بالإشراف على نظام ترخيص جديدة لجميع الأندية بما فيها أندية دوري الهواة و ذلك سيُمكن الـ IREF من تنفيذ المتطلبات و المطالبة بالإلتزام بها

الأهم من ذلك كله هو الدعوة للإستدامة المالية بأخذ زمام الأمور من الصناعات الأخرى، الأندية ستعمل مع الـ IREF لإثبات بأن لديها موارد مالية و عملياتٍ كافية و يجب أن تكون الميزانيات العمومية قوية مع تخصيص أموالٍ للأوقات الصعبة، قد يؤدي الفشل في إقناع الـ IREF بالإستدامة المالية طويلة الأجل إلى مطالب بتحسين الموارد المالية مثل خفض الأجور و ضخ النقود
كما تم التوصل إلى أنه يجب تقديم مُراقبة مالية في الوقت الفعلي مما يتيح نظريًا فرصة أكبر للـ IREF لتجنب المصير المُظلم الذي حل على نادي بوري عند إستبعاده من الـ EFL في عام 2019
تريسي كراوتش للأثليتيك:” الإستعراض أشبه بألبومٍ جديد، حيث أن كل شيء في مكانه لسببٍ ما. الأمر يبدأ بتحسين الحوكمة و التنظيم المُستقل و من ثم يمكننا الوصول للتوزيع المالي.”
كراوتش أضافت:” لقد شرعت في هذا الطريق لذلك هُناك إجابة على إحجام البريميرليغ المفهوم عن إعطاء أموال جيدة للأعمال السيئة، إذا أصلحت الخيار الأخير فسيكون من السهل فرز الأول.”
الـ IREF سيكون لها مهامٌ أخرى أيضًا
إضافةً إلى أخذ دورٍ كبير في إختبار المالكين و المُدراء الجدد [ تفاصيل أكثر ستظهر قريبًا ] سيُطلب منهم تقديم تطورات النادي للمساواة و التنوع و الشمول.
يُمكن أن يكون مُستقبل نظام الباراشوت و هو مصدر قلق طويل الأمد بالنسبة للـ EFL بسبب التبايّن الذي تجلبه إضافة أخرى إلى قائمة المهام. على الرغم من أنه من المقبول أنه يجب إصلاحها كجزء من إصلاح أوسع للتوزيعات، إلا أن على المدى القصير سيُترك الأمر بالنسبة لرابطة البريميرليغ و رابطة الـ EFL لأيجاد نتيجة مُفيدة للطرفين و مع ذلك، عدم القيام بذلك سيؤدي إلى منح الـ IREF صلاحيات للتدخل و فرض حل
الـ IREF سيكون لديه رئيس و مدير تنفيذي و مجلس إدارة و قالت تريسي كراوتش حول ذلك:” ستكون هيئة تنظيمية مُعقدة لأن كرة القدم مُعقدة و ستتطور بمرور الوقت، النظام يهدف إلى أن يكون ذكيًا و مرنًا.”
ستكون هذه منطقة مجهولة للكرة الإنجليزية و في الواقع تمييع للسلطات، الحكم الذاتي لرابطة البريميرليغ و رابطة الـ EFL سينتهي و لكن يجب التأكد على أن هذه تبقى مجرد توصيات و نقطة إنطلاق لمزيد من النقاش
كيف سيتم إستقبال ذلك ؟
إذا كان من الأفضل البدء بأولئك الذين سيخسرون أكثر، البريميرليغ إستقبل ذلك إستقبالاً فاترًا
تريسي كراوتش:” نُدرك الأهمية الحيوية للجماهير و الحاجة لإستعادة ثقتهم في إدارة كرة القدم و الإحتفاظ بها. نحن نُقر أيضًا بالدعوة إلى شكلٍ من أشكال التنظيم المُستقل لحماية نقاط القوة الأساسية لكرة القدم الإنجليزية و قد أجرى البريميرليغ بالفعل مراجعاتنا الخاصة بالحوكمة و الإستراتيجية، سيستمر هذا بالتقدم جنبًا إلى حنب مع العمل المستمر مع مراجعة نظام الـ Fan Led.”
تريسي كراوتش أضافت:” البريميرليغ إلى جانب كرة القدم الإنجليزية ككل هو نجاحٌ عالمي، لدينا سجل حافل بالإنجازات داخل و خارج الملعب، بما في ذلك التأثير الإيجابي على تنمية الشباب و المجتمعات. من المهم للجميع أن لا تضر إصلاحاتنا باللعبة أو توازنها التنافسي أو بمستويات الإستثمار الحالي.”
البريميرليغ فضّل حياته الخالية من التدخلات و سيكون لديه تحفظاتٌ واضحة على الـ IREF، لماذا التغيير الآن بعد الإزدهار ؟
كراوتش تُجيب:” سؤال جيد، لكن لاينبغي أن يكون كذلك، لأن كل مانحاول القيام به هو زيادة الثقة بالنظام، هذا يشبه لحدٍ ما الإستجابة للأزمة المصرفية عندما طُلِب من البنوك توفير المزيد من الأمان.”
الـ EFL على الأقل منحت الـ IREF دعمها المؤقت وقال ريك باري [ رئيس الـ EFL ]:” ستسمر الرابطة في المشاركة في نقاشٍ بنّاء حول إتساع نطاق اللوائح التنظيمية المطلوبة و على وجه الخصوص كيف يمكن أن يتفاعل عملنا المستمر بشأن التنظيم المالي مع عمل الجهة التنظيمية المقترحة في مصلحة الداعمين و الأندية لدينا.”
يبقى مصدر الإحباط الأكبر للـ EFL هي التوزيعات المالية، رغبة الـ EFL الدائمة هي الحصول على شريحة أكبر من التوزيعات مع البريميرليغ
ريك باري:” إنه لمن دواعي سروري أن نرى المراجعة تستنتج أن هناك حاجة لتوزيعاتٍ إضافية من أعلى الهرم الكروي، جنبًا إلى جنب مع ضوابط التكلفة المناسبة لدعم كرة القدم في البلاد. و نتطلع لدفع المناقشات مع رابطة البريميرليغ فيما يتعلق بإعادة هيكلة نموذج التمويل الذي يعمل في اللعب بأكملها.”
ريك باري:” أشاد الخبير الإقتصادي مارك غريغوري بالتقرير المبتكر و الشامل و لكن الفشل في تقديم توصيات محددة بشأن التوزيعات يعني أنها مواد لاصقة أكثر من كونها حلولاً.”
و أضاف باري:” هذه فرصة ضخمة ضائعة، المحاولات الخرقاء للترويج لمشروع الصورة الكبيرة و السوبرليغ أضعفت أيدي أغنى الأندية، كانت هُناك فرصة واحدة لإعادة هيكلة الشؤون المالية لكن لم يتم إستغلالها.”
كانت هناك شروط لكيفية نظر رابطتيّ البريميرليغ و الـ EFL للمراجعة لكن، كانت هناك إستقبالات أكثر دفئًا في أماكن أخرى
و قال كيفن مايلز [ الرئيس التنفيذي لإتحاد مشجعي كرة القدم ]:” من المُحتمل أن تكون هذه خطوة كبيرة للأمام لحوكمة كرة القدم. الحكومة إستمعت لأصوات المشجعين و إلتزمت بإجراء المراجعة بقيادة المشجعين و الآن الأمر متروك للحكومة لتنفيذ التوصيات.”
و أضاف مايلز:” مُقترحات المراجعة لتقوية صوت المشجعين و حماية تراث و هرم كرة القدم و توفير تنظيم مستقل حقيقي، أمور تضع الأساس لمستقبل مزدهر و مستدام لكرة القدم على جميع المستويات.”
الـ Fair Game ، هي مجموعة من الأندية قامت بحملاتٍ من أجل إستدامة مالية كبيرة و تبلورت آمالها على المدى الطويل
و قال نيال كوبر الرئيس التنفيذي لهذه المجموعة و عضو في Dons Trust المالكة لنادي ويمبلدون:” العمل الجاد الذي قامت به تريسي كراوتش و فريق عملها في الأشهر الماضية قد أتى بثماره حقًا، كرة القدم مُحطمة و اليوم نمتلك الخارطة لإصلاحها.”
ما هو مُستقبل إختبارات المُلاك و المدراء ؟
أيامهم معدودة في الشكل الحالي، بموجب توصيات المراجعة فإن الإختبارات المنفصلة التي تديرها رابطة البريميرليغ و رابطة الـ EFL و إتحاد كرة القدم ستكون واحدة، و سيكون إصدار الحكم من قِبَل الـ IREF
سيُعكس نظام إختبار المُلاك و المدراء الجدد على نطاقٍ واسع الاختبار الحالي في البريميرليغ نظرًا لأنه الأكثر صرامة لكن مع إدخال إختلافات دقيقة.
سيشمل الإختبار نظام سلامة مُعزّز و مصمم للتأكد من أن المُلاك يتمتعون بشخصياتٍ جيدة و الطلب يتم إكماله كل 3 أعوام
و قال التقرير بأن إختبارات النزاهة ستُخضِع المتقدمين لمزيد من التدقيق، أكثر مما تم تطبيقه على كرة القدم في الماضي.

هل كان الإختبار قد منع الإستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد حيث إشترى الصندوق الإستثماري السعودي نسبة 80% من النادي ؟ هذا غير واضح و لاتوجد توصية صريحة حول مُلكيته للدولة
من المُمكن أن ينتهي الحال بالمشجعين بحصولهم على الحصة الذهبية في أنديتهم، ماهي صلاحياتهم حينها ؟
كان الهدف وراء هذه المراجعة هي الـ 48 ساعة المُضطربة في منتصف أبريل حول السوبرليغ، أدت فكرة إنشاء السوبرليغ ثم إنهياره سريعًا لتمكين المشجعين و إرادتهم لخلق سياسة لضمان عدم تكرار ذلك
المراجعة التي سينخرط فيها المشجعين هي أن يتم الإستماع لهم و هناك آلية واضحة لكيفية تحسين المشاركة و ما الذي تحتاجه الأندية لذلك، كل نادٍ سيتبنى ذلك و يتم إستشارة المشجعين في جميع الأمور خارج الملعب و أن تتكون من قطاعٍ عرضي للمشجعين
الحصة الذهبية تتطلب موافقة المُساهم على إجراءات معينة من النادي، خصوصًا بيع ملعب النادي أو نقله بشكلٍ دائم خارج منطقته الحالية أو الإنضمام لبطولةٍ جديدة غير تابعة للفيفا و الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الإنجليزي أو تغيير شعار النادي أو إسمه أو لونه
نظريًا، هذا كان بإمكانه منع تغيير طقم كارديف سيتي من الأزرق إلى الأحمر في 2012 كما أنه أحبط محاولاتٍ عديدة لتغيير إسم نادي هال سيتي إلى هال تايجرز. و الأهم من ذلك، هذا سيضع المُشجعين في المقدمة في أي مناقشاتٍ مستقبلية تدور حول المنافسات الإنفصالية مثل السوبرليغ
هل هناك أية نقاطٍ أخرى ملحوظة ؟
التقرير يقدم 47 توصية، و من بين أكثر التوصيات اللافتة للنظر هي فرض ضريبة إنتقالات على جميع أندية البريميرليغ، هذا يُشكل جرءًا من فصل التوزيع المالي و يقترح أن ضريبة التضامن بـنسبة 10% المطبقة على جميع صفقات البريميرليغ كان من الممكن أن تجمع 160 مليون باوند في الموسم و توزيعها للأندية في أسفل الترتيب
التقرير وصف ذلك بإنه مبلغٌ قد يُغير قواعد اللعبة لكن من المحتمل أن يواجه معارضة جدية من داخل اللعبة. يُطلب من أندية البريميرليغ ضريبة بنسبة 4% على الإنتقالات لتمويل نظام التقاعد الخاص بإتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين
كانت التوصية الأخرى المثيرة للجدل و إن كانت متوقعة، هي تجربة مراجعة مبيعات الكحول في ملاعب كرة القدم الإنجليزية حيث لا يُسمح للمشجعين بشرب الكحول أمام مرأى العين في الملعب بسبب التشريع الذي أقِر في عام 1985 و هو الوقت الذي كانت فيه قضايا الشغب منتشرة
متى سيحدث ذلك ؟
ليس بين عشيةٍ و ضحاها لكن العجلات تدور بسرعة، تريسي كراوتش تتوقع بأن التشريع الخاص بالـ IREF سيكون ضمن خطاب الملكة القادم و المقرر حاليًا في مايو و تأمل في أن تدخل التغييرات حيز التنفيذ قبل موسم 2023/24 و في الفترة التي تسبق ذلك، من المأمول أن يعمل الـ IREF في البداية على أساس الظل بينما يتم تعيين الموظفين ذوي الخبرة في الأدوار
تريسي كراوتش:” أنا متفائلة حقًا، هذه ليست مشكلة جديدة و كنا نتحدث عن بعض هذه الأشياء لسنوات، بكل الآن لدينا إتفاقٌ حقيقي في جميع أنحاء اللعبة على الحاجة للتغيير مدعومةً باللوائح القانونية.”

و قال جوليان نايت [ عضو برلماني ]:” مانحتاجه الآن هو إجراء حكومي عاجل بمشروعٍ قانون أمام مجلس العموم.”
و أضاف جوليان أيضًا:” يجب أن ينظر وزير الخارجية لمخطط كرة القدم هذا في خطاب الملكة القادم، لا يمكن أن يكون لدينا مزيد من المراوغات ولا نرى هذه التوصيات تتحول لبيانٍ إنتخابي مستقبلاً. يجب أن يُمثل هذا بداية لبناء لعبة وطنية أقوى و أكثر عدلاً و إستدامة.”