في 14 مباراة من أصل 24 لـ ساوثهامبتون في البريميرليغ هذا الموسم، طلب أحد لاعبي ساوثهامبتون أن يتلقى العلاج اللياقي بين الدقيقة 60-70
و بينما يقوم الفريق الطبي بإجراء ما يقوم بإجرائه للاعبين داخل الملعب، يذهب باقي الفريق على خط التماس لأخذ المشروبات و التحدث في أمورٍ تكتيكية مع المدرب رالف هازنهوتل. هل هذه خطة أم صدفة؟
مع بدء الإستعدادات لموسم 2021/22 الصيف الماضي، كان هُنالك قبول بأن اللاعبين كانوا يُكافحون للحفاظ على مستوياتهم اللياقية و غالبًا ما كان الأداء في تراجع في الشوط الثاني. الأندية الأخرى أدركت ذلك و كانوا إما يُسجلون هدف الفوز أو التعادل ضد ساوثهامبتون في الشوط الثاني.
تم إجراء بعض من التعديلات الصغيرة لمساعدة الفريق على الحفاظ على اللياقة البدنية في الأشواط الثانوية للمباريات
كما لفتت الفحوصات الطبية التي يقوم بها المُسعفون للاعبين إنتباه المُشجعين و الأندية الأخرى. و لكن ماهو التأثير إن وُجِد؟ الذي قد يكون على اللاعبين عندما يسقط أحدهم على أرض الملعب؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، يجب معرفة ما الذي يحدث كثيرًا بين الدقائق 60-70 في المباريات.
أمام نيوكاسل يونايتد في أغسطس الماضي، سقط آدم أرمسترونغ و دخل الفريق الطبي لمعالجته، بينما كان أرمسترونغ يأخذ المواد الهُلامية، ذهب باقي اللاعبين للشرب و التحدث مع المدرب هازنهوتل على خط التماس و كانت هذه قصة مُشابهة لما حدث أمام مانشستر سيتي في سبتمبر على ملعب الإتحاد. سقط أرمسترونغ و دخل الفريق الطبي و باقي اللاعبين ذهبوا لـ هازنهوتل.

فيل هايوارد [ أخصائي العلاج الطبيعي في ولفرهامبتون حتى عام 2020 ] قال:” سيتناولون جِل الطاقة الذي يحتوي على مالتوديكسترين [ نوع من أنواع الكربوهيدرات ] و يدخل لمجرى الدم بسرعة، و سترون مفعول ذلك بعد 10 دقائق على اللاعبين.”

و قال هايوارد:” سبب المواد الهلامية [ جِل الطاقة ] هي أنها أكثر تركيزًا و للحصول على هذا المستوى من المالتوديكسترين يجب عليك شُرب الكثير من هذا السائل. أما من حيث الأداء، يتعلق الأمر بقدراتهم على التحمل و السماح لهم بالحفاظ على لياقتهم البدنية حتى نهاية المباراة.”
هايوارد:” تُصبح العضلات مُستنفده من الجيلوكجين، لذلك عندما تأخذ الكربوهيدرات على متنها، تتحول بعد ذلك إلى جيلوكجين و جلوكوز لتستخدمه العضلات في الحصول على الطاقة.”

و تابع هايوارد شرحه:” عندما كنت في ولفرهامبتون كان اللاعبون يحصلون على المواد الهلامية بين الشوطين كما هو طبيعي، لكن بعد ذلك أصبح بعض اللاعبون يستهلكون ذلك خلال أحداث شوط المباراة الثاني.”
و بدون أنظمة البيانات، من الصعب تحديد ما إذا كان الفاصل القصير و إستخدام المالتوديكسترين لها تأثير إيجابي على فريق ساوثهامبتون، و لكن من خلال رؤيتنا للوضع بالعين فإن الوضع قد تحسن من خلال مواصلة المنافسة حتى نهاية المباريات.

عندما يتعلق الأمر بالأهداف، فإن ساوثهامبتون سجلوا 9 أهداف بعد الدقيقة 60 و في نفس الفترة الزمنية، إستقبلوا 14 هدف. هايوارد يوضح بأن هذا مُصادفة أكثر من أي شي آخر.
أصبح من الواضح بأن لاعبي ساوثهامبتون لا يسقطون أرضًا في هذه الدقائق عندما يُسجل الخصم بين د60-70 أو إذا سجل لاعبوا ساوثهامبتون هدفًا في هذه الأثناء
آدم أرمسترونغ سقط أرضًا 4 مرات في هذا الإطار الزمني و هو أكثر من أي لاعبٍ آخر في الفريق، و بغض النظر عن ليفرامينتو، فإن لاعبوا الخط الهجومي هم أكثر من يحتاجون للفريق الطبي
سواءًا كانت مُصادفة أم تكتيكًا، هايوارد لاحظ هايوارد كيف أن هذا التوقف المُنتظم في اللعب يُسلط الأضواء على تماسك الفريق
و قال هايوارد:” أنا متأكد من أن علماء الرياضة قد اوصوا و إقترحوا متى يجب القيام بذلك، و قد أِعطيّ هازنهوتل الضوء الأخضر لذلك، هذا حقًا نهج مشترك جيد و يُظهر مدى جودة العمل.”
التسلسل أدناه كان عندما كانت النتيجة 1-1 ضد مانشستر سيتي في يناير، ستيوارت أرمسترونغ إحتاج للفريق الطبي و وارد بروس و والكر بيترز إستخدموا المواد الهلامية و ذهب باقي لاعبي الفريق على خط التماس.

و أضاف هايوارد:” سيعرف علماء الرياضة في الفريق من خلال أنظمة البيانات أن بعض اللاعبين لن يقطعوا مسافات مثل الآخرين، لذلك لن يستنفدوا الجيلوكجين الخاص بهم مثل باقي اللاعبين الذين يلعبون بإسلوبٍ يستهلك الكثير من الطاقة مثل الظهير و الأجنحة و المُهاجمين.”
و تابع هايوارد:” هذا يتعلق بالإبتكار و القيام بما تستطيع فعله بشكل قانوني، هُم لايرتكبون أي خطأ لأن اللاعب لديه الحق في أن يأتي له الفريق الطبي و يرون حالته. هذا يُظهر ذكاء ساوثهامبتون في محاولاتهم لأن يكونوا جيدين قدر المستطاع و مع مرور الوقت، قد تستخدم فُرق أخرى طُرُق مُختلفة.”

الحكم فقط يُمكنه إعطاء فرصة للعب في حال لم تكن إصابة أحد اللاعبين خطيرة و بذلك يستمر اللعب حتى تخرج الكرة، في هذه الأثناء إذا ذهب الحكم للاعب و طلب اللاعب أن يأتي الطاقم الطبي فلن يرفض الحكم ذلك.
للأندية الأخرى طرقها المختلفة للحفاظ على لياقة لاعبيهم طوال المباراة، مثال، إعتاد ولفرهامبتون على إعطاء المواد الهلامية للاعب الظهير القريب من خط التماس و الذي يقوم بعد ذلك لتسليمها لزملائه في الفريق
هايوارد لاحظ أيضًا كيف يُصاب الحُراس بتشنج العضلات، مع العلم بأن الفريق الطبي سيأتي و الحكم لن يكون قادرًا على إخراج الحارس من الملعب مثل باقي اللاعبين. هذا يُعطي الأندية فرصة لإعادة ترتيب الأوراق و إزالة الضغط و أخذ بعض التعليمات.
و أجاب هايوارد عن سؤال حول ردة فعله إذا رأي لاعبًا يسقط بين الدقيقة 60-70:” يحدث هذا طوال الوقت، هذا أمرٌ لا يتجزأ من المباراة ولا يُمكنك إثبات أن اللاعب غير مصاب. إذا كنت في فريقٍ ما و رأيت ذلك يحدث فربما أعتقد بأنها فكرة رائعة، دعونا نفعل ذلك بأنفسنا ونمنح الخصم اللعب النظيف.”
سيكون من السذاجة الأعتقاد بأن الأندية الأخرى لم تلتزم بإستخدام ساوثهامبتون لجِل الطاقة، في رياضةٍ تُهيمن عليها المكاسب الهامشية، و سعيّ الأندية في الحصول على ميزة بغض النظر عن ما إذا كانوا نوادي كبيرة أم صغيرة، فقد يكون هازنهوتل و فريقه الرياضي وجدوا لهم ميزة.
من الصعب معرفة ما إذا كان هذا تكتيكًا أم صدفة، لكن لا تستغرب إذا بدأت أندية أخرى في إتباع ذلك.