أدت مقابلة كريستيانو رونالدو الضخمة مع بيرس مورغان إلى إرضاء كلا الرجليّن من خلال السيطرة على أجندة أخبار كرة القدم على نحوٍ منشود عندما نُشرت مزاعمه بشأن معاملته في مانشستر يونايتد ليلة الأحد. ولكن ما مقدار صحة كلامه؟
- -مانشستر يونايتد حاولوا إجباري على الخروج. ليس فقط من المدرب بل من شخصان أو ثلاثة آخرين –
غير صحيح قطعًا، في الواقع، كان الأمر مختلفًا حيث قام وكيل رونالدو، خورخي مينديز بالترويج له لأكبر الأندية في أوروبا — حيث إلتقى بمالك تشيلسي الجديد تود بويلي ومحاولة إقناع بايرن ميونيخ بالتعاقد معه.
سوف يجادل رونالدو بأن هذا كان لأنه لم يشعر أن لديه مستقبل في مانشستر يونايتد، لكن هذا بالتأكيد لم يتم توصيله إليه من قبل إريك تين هاغ الذي فاجأ شخصيات بارزة في مانشستر يونايتد من خلال حماسته الشديدة تجاه رونالدو.
يعتقد تين هاغ أن التخلي عن المهاجم الذي سجل 18 هدفًا في البريميرليغ في فريقٍ متعثر أمرٌ سيكون له نتائج عكسية عندما كانت هناك أولويات أخرى يجب معالجتها.
في الواقع، قال تين هاغ لـ مانشستر يونايتد إنه مستعد للتكيف مع رونالدو طالما قبل رونالدو ذلك – وهو يبلغ من العمر 37 عامًا – ولكن لا يتوقع أن يبدأ كل مباراة بشكل أساسي الذي كان بالكاد يُعد أمر غير معقول.
ولم يُطلب من تين هاغ أن يتخلص من رونالدو من قبل الرئيس التنفيذي ريتشارد أرنولد أو مدير الكرة جون مورتو – ويُفترض بأن إثنان أو ثلاثة من اللاعبين حول النادي هم من يتحدث عنهم رونالدو.
لقد تغير الأمر بالفعل عندما لم يتمكن رونالدو من الذهاب للجولة التحضيرية لأسبابٍ شخصية والمرض الذي عانت منه ابنته، والتي كان هناك تعاطف معها، ولكن فقط لأنه لم يكن جزءًا من الفريق، لذا لم ينخرط في خطط تين هاغ.
لكن رونالدو لا زال يلعب في بداية الموسم حيث شارك بديلاً في أول مباراة أمام برايتون و بدأ المباراة الثانية بشكل أساسي أمام برينتفورد و كان رونالدو هو من حاول شق طريقه بنفسه و البحث عن نادٍ مُشارك في دوري أبطال أوروبا و طلب الإنتقال من النادي

- –أنا لا أحترم تين هاغ لأنه لم يحترمني –
من المؤكد أن تين هاغ لم يُظهر عدم الإحترام لرونالدو. بل العكس إلى حدٍ كبير. لا نعرف بالضبط ما يقال على إنفراد بين الرجليّن، فقط هم يعرفون ذلك، لكن لم يكن هناك أي تذمر من داخل يونايتد بشأن إظهار المدرب عدم إحترامه لرونالدو. في الواقع بمجرد أن أوضح رونالدو أنه يريد المغادرة، قال تين هاغ إنه لن يقف في طريقه لأنه يحترمه.
لقد قيل بسخافة أن تين هاغ أظهر بطريقةٍ ما عدم الإتساق في قوله إنه لا يستطيع إشراك رونالدو في الهزيمة أمام مانشستر سيتي “بدافع الإحترام” فقط ثم طلب منه أن يدخل بديلاً في الفوز في اولد ترافورد أمام توتنهام. رونالدو، بالطبع، رفض القدوم و خرج من الملعب عندما أراده تين هاغ في الملعب. هو المدرب وهذه من صلاحياته. كانا سيناريوهيّن مختلفيّن. كان تين هاغ يحاول إنقاذ رونالدو من الإحراج ضد سيتي وإذا لم يستطع رونالدو رؤية ذلك، فهذه مشكلته.
وبالمثل ، فقد إعتُبر عدم إحترام أن تين هاغ جعل رونالدو قائدًا للفريق ضد أستون فيلا، ولكن لم يكن ذلك تصالحيًا فحسب، بل كان منطقيًا حيث كان المدرب يحاول إعادة دمجه. برونو فرنانديز كان موقوفًا وكان هاري ماغواير على مقاعد البدلاء، و تين هاغ لا يريد أن يكون حارسه قائدًا، لذلك تم استبعاد ديفيد دي خيا، وكاسيميرو لا يتحدث الإنجليزية جيدًا بما يكفي.

- -إذا لم تكن أساسًا مدربًا، كيف لك أن تصبح مدربًا لـ مانشستر يونايتد –
سيكون من المفاجىء أن لايسمع لاعب بحجم رونالدو بإسم رالف رانغنيك. لا يكاد إسم رالف رانغنيك غير معروفًا في كرة القدم العالمية و إن كان الأمر يتعلق بعدم الإحترام، فإن تصريح رونالدو المُتغطرس يُعد كذلك. و مع ذلك، إن كان البحث في قوقل عن إسم رالف رانغنيك مُزعجًا بالنسبة لـ كريستيانو، فلن يقرأ فقط عن مسيرته المتميزة، — التي معظمها كانت كمديرٍ رياضي بل سيقرأ عن إسلوب الضغط الذي يتبعه. و نظرًا لأن رانغنيك له الفضل في التأثير على كلوب، توخيل و ناغيلسمان كان على رونالدو أن يُظهر مزيدًا من الإهتمام
لم يكن ذلك رانغنيك هو الذي أوقف رونالدو. بشكل قاتل، إنتهى به الأمر إلى تكييف تكتيكاته، والتخلي عن أسلوبه عالي الضغط 4-2-2-2 لـ حل وسط ومحاولة إستيعاب رونالدو.
و شرح رانغنيك هذه النقطة قائلًا:” كريستيانو سجل عدد قليل من الأهداف لكن، مجددًا ، كريستيانو – وأنا لا ألومه على الإطلاق، لقد قدم أداءً رائعًا في تلك المباريات – لكنه ليس أداة ضغط حادّة.” و أوضح رانغنيك في نهاية فترته أن الأمر ببساطة لم ينجح لأنه، كما اعترف “لم يجد التوازن الصحيح أبدًا”.

- -التطور مُعدم منذ رحيل فيرغسون –
هذا النقد صحيح. لقد تراجع مانشستر يونايتد بشدة خلف منافسيه. الكارينغتون، على سبيل المثال، ليس مثل المرافق الخاصة بأندية الـ “Big Six” وهذا ينم عن نقص في الاستثمار والرضا عن النفس. تعد مثل هذه البيئات حيوية خاصة، بالنسبة للاعب مثل رونالدو الذي أتى من مرافق حديثة في ريال مدريد ، وخاصةً في يوفنتوس بمجمعه التدريبي الجديد تمامًا.
ربما كان من العشوائي بعض الشيء أن يذكر رونالدو “المطبخ والطهاة” ولكن لم يتغير شيء يذكر في الكارينغتون منذ رحيل السير أليكس فيرغسون في عام 2013 وهذه لائحة إتهام كبيرة لمانشستر يونايتد. أعلن يونايتد العام الماضي أنه سيكون هناك تجديد بملايين الجنيهات الاسترلينية مع أجنحة جديدة ومكاتب وصالات رياضية ومناطق لتقديم الطعام وتحديث عام لمنشأة قديمة ولا تبدو مختلفة كثيرًا عما كانت عليه عندما غادر رونالدو في عام 2009 و بالمثل لـ اولد ترافورد الذي يحتاج ربما لإعادة صيانة كاملة كما أن إنتقادات الغلايزرز غنيّة بعض الشيء حيث كان رونالدو ربما يعرف ما كان سيعود إليه حيث كان متواجدًا عندما إمتلكوا النادي لأول مرة

- -فيرغسون يعلم أكثر من أي شخص آخر بأن النادي لا يسير على الطريق الذي يستحقه-
هذه قضية شائكة، وفي ضوء علاقته بفيرغسون، علينا قبول كلمة رونالدو إلى حدٍ ما. مما لا شك فيه أن فيرغسون تحدث إلى رونالدو قبل أن ينضم مجددًا إلى يونايتد ومع ممثلي اللاعب الذين حاولوا تنظيم إنتقال إلى مانشستر سيتي. أوضح فيرغسون أنه يجب أن يعود إلى يونايتد، وعمل نائب الرئيس التنفيذي آنذاك، إد وودوارد ، بجد “لسحب الرافعات الاقتصادية” التي جعلت الصفقة تتم.
منذ ذلك الحين ، كان الأمر مضطربًا بالطبع مع طرد أولي جونار سولشاير ، ولم ينجح رانجنيك ، والآن يتولى تين هاغ المسؤولية ، لذا لن يكون من المفاجئ أن يكون فيرغسون قد عبّر عن مخاوفه لرونالدو. ستكون مفاجأة ، مع ذلك ، إذا ذهب إلى أبعد من ذلك وشكك في أن النادي “ليس على المسار الذي يستحقه” تحت قيادة تين هاغ. على العكس من ذلك ، سيوافق بالتأكيد على نهجه المنضبط. قال تن هاغ عن فيرغسون: “إنني أتحدث معه ونحن سعداء بذلك ، وكذلك مستشاروه ، نحن ممتنون ولكن علينا الآن بناء مستقبل جديد ، وهذا واضح أيضًا.”
ومن المفارقات، بالطبع ، أن جماهير يونايتد رحبت بأسلوب تين هاغ – مدعيًا أنه أول مدرب يتصرف على هذا النحو منذ فيرغسون.
في الوقت نفسه ، فإن محاولة رونالدو لـ إستمالة فيرغسون لصالحه ليس فقط تكتيكًا مثيرًا للانقسام، ولكنه أيضًا خطر و لن يكون جيدًا مع النادي أو المشجعين.